رغم ظهور البودكاست عربياً في أواخر عام 2011م إلا أن انتشاره لا يزال محدوداً بخلاف اليوتيوب. لأن ظهور اليوتيوبرز ساهم في توسيع قاعدته الشعبية. في المقابل فإن اعتماد البودكاست على المحتوى الصوتي جعل انتشاره بين الناس صعباً إلا من فئة تميل للاستماع. وفي الغالب هم من محبي الإذاعة.

من جهة أخرى فإن من عيوب البودكاست عدم وجود منصة موحدة لعرض ما ينتج من محتوى بخلاف اليوتيوبرز حيث يعرض محتواهم على موقع اليوتيوب. ثم تبدأ منه المشاركة Share لمنصات مثل الفيسبوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك ففي السابق كان منتجو البودكاست يعرضون محتواهم على منصات استضافة محدودة مثل ساوند كلاود Sound Cloud . إلا أن إمكانيات المنصة التقنية أدّت إلى التأثير سلباً على منتجي البودكاست.

من ناحية أخرى فمنذ ظهور البودكاست سعت شركة آبل Apple إلى دعمه على هواتفها عبر تطبيق خاص على iTunes ونظام iOS. أما شركة جوجل Google فقد بدأت الاهتمام بالبودكاست رسمياً عام 2018م. وأطلقت تطبيق حمل اسم Google Podcast إلى جانب وجود تطبيقات أخرى مثل Overcast.

تعدد التطبيقات أدى إلى إجراء عملية مشاركة للعمل بأكثر من رابط سواء على ساوند كلاود أو جوجل أو آيفون. لأن برامج البودكاست لا توفر الاستماع بشكل مباشر بل لابد من التحميل أولاً عكس اليوتيوب مثلاً. هذا الأمر شكل عيباً في التدوين الصوتي وعزوف الكثيرين عنه.

أدركت شركة آبل Apple عيوب البودكاست وعملت على تحسين التطبيق على نظام iOS. إلى جانب إضافة تطبيق آخر على نظام Mac OS لدعم إنتاج التدوين الصوتي. وكذلك شركة سبوتيفي Spotify التي اشترت عدداً من شركات إنتاج واستضافة البودكاست.

في الواقع أصبح البودكاست منافساً للراديو ما دفع بعض المؤسسات الحكومية للاستفادة منه. ففي الولايات المتحدة أطلقت وزارة الطاقة بودكاست Direct Current.

كيف استغل البرلمان البريطاني ظهور البودكاست؟

أما البرلمان البريطاني فاستغله لعرض طبيعة عمله في بودكاستExplainted  Parliament. وكذلك هيئة الدخل الكندية عبر The Payroll Podcast قدمت عرضاً عن كيفية التعامل مع تسجيل الرواتب. إلا أن هذا النوع من البودكاست لا يُقبل عليه سوى المهتمين به فقط.

يفضل عند إنتاج البودكاست الحكومي الابتعاد عن السرد والاتجاه إلى أسلوب الحلقات القصيرة القصصية مع التنويع عبر إدخال بعض اللقاءات مع مسؤولين لتقديم معلومات مهمة لتفادي الرتابة وجذب أكبر عدد من المستمعين لها.

يمكن الاستفادة مادياً عند إنتاج البودكاست من الإعلانات الصوتية. وهذا ما يحدث بالفعل في الغرب. إلا أن الوضع عربياً لا يزال تقليدياً حيث تتجه الإعلانات إلى الإذاعات المحلية. لذا يحتاج البودكاست العربي إلى دعم لتعزيز وجوده الرقمي وتحقيق الأرباح لمنتجي الحلقات الصوتية.

من مميزات التدوين الصوتي أو البودكاست أن تحقيق الأرباح لا يتوقف على الإعلانات فقط. فإذا كنت صاحب علامة تجارية وترغب في جذب المزيد من العملاء يمكنك إنتاج برامج صوتية تخدم ما تقدمه بأسلوب جذاب. وبهذا يصبح جمهور برنامجك زبائن محتملين لعلامتك.