تقاس قوة الهوية البصرية للمنظمة بمدى تعرف جمهورها عليها من الوهلة الأولى بعد حذف شعارها واسمها. ويستخدم سارقو العلامات التجارية الشهيرة ما نطلق عليه “التضليل البصري” عبر التلاعب في حروف اسم المنظمة مع الإبقاء على لون هويتها الخارجية. بهدف تسويق ما يقدمه من منتجات مشابهة.

في ظل المنافسة القوية المليئة بالجيد والسيئ تعد الهوية البصرية لمنظمتك درعاً واقياً لها. إلا أن “التضليل البصري” الذي يحدث من البعض لتسويق منتجاته وخدماته على حساب ما تقدمه منظمتك يستدعي اتخاذ إجراءات قانونية رادعة لحماية هويتك البصرية.

في الحقيقة إن تسجيل الهوية البصرية لمنظمتك لدى الجهات المختصة يساعد في الحفاظ عليها من التلاعب والتضليل. كما أنه يحافظ على أرباحك وجمهورك.

لك أن تتخيل مطعماً ما وليكن (ب) يقدم خدمات مميزة تلقى صدى واسعاً ينافسه مطعم آخر (ج) بجودة رديئة. لكن استخدامه لاسم وهوية (ب) مكّنته من جذب عملائه إليه وتوسيع نطاق شعبيته. ولذا فالأثر السلبي للأمر يمتد إلى خسائر مالية لـ (ب) إذا لم يكن علامته التجارية مسجلة بشكل كامل قانونياً.

أنواع الهوية البصرية

تناسق الهوية البصرية وصنعها للبقاء وليس لمدة محدودة يساعد في الحفاظ عليها وتذكرها. وتنقسم الهوية إلى اللوجو Logo أو الشعار البصري بوابتك للتعرف على ما تقدمه وتعلق الأذهان بك. أما الشعار اللفظي Slogan يقصد به ما يكتب تحت اللوجو. ويعبر عن خدماتك مع مراعاة دلالات الألوان المستخدمة.

يجب التفرقة بين الهوية البصرية والعلامة التجارية للمنظمة فالهوية جزء لا يتجزأ من العلامة. بينما العلامة التجارية مفهومها أوسع. فهى تشمل العناصر البصرية والهوية الموسيقية ورؤية المنظمة والتسويق وفريق العمل. ويساعد التنسيق بين جميع عناصر العلامة في كسب الجمهور وتعلقهم بما تقدمه.

في الواقع أصبحت حقوق الملكية الفكرية والعلامات التجارية تحظى باهتمام الجميع الآن. نظراً للأضرار الاقتصادية الناجمة عن التلاعب بها وسرقتها. وتتفاوت مدة التسجيل لحمايتها حسب العلامة. لكن يمكن تجديدها مع دفع رسوم مالية وتفرض الحماية عبر المحكمة.

يساعد إحكام السيطرة على الملكية الفكرية والعلامات التجارية ومنع تزويرها أو التلاعب بها في حماية الأسواق من انتشار منتجات رديئة. أو حماية المواطنين من الأضرار. كما يعمل على تهيئة ظروف تسويقية عادلة تشجع على الاستثمار والتجارة الداخلية والخارجية.

يحتاج أصحاب العلامات التجارية إلى عدة معايير للحفاظ على هويتهم تشمل الاختيار والمسح والتسجيل والمراقبة. فعند اختيار جُمَل للهوية يُفضّل الابتعاد عن المصطلحات العامة. كما يُفضّل عدم اختيار الألفاظ الخيالية أو النوعية حتى يتم التمكن من حمايتها قانونياً.

من جهة أخرى يدور ثاني معايير حماية العلامة التجارية والهوية البصرية حول “المسح”. ويعني البحث عن أي علامة وهوية مشابهة في السجلات الرسمية. ثم تأتي مرحلة “التسجيل” لإثبات الملكية وحمايتها قانونياً.

أما معيار “الإنفاذ” فالمقصود منه مراقبة حركة العلامة والهوية في السوق لمنع أي سرقة أو تشويه لها. وهذه الخطوة يرتبط معها تكوين فرق أبحاث لرصد أنشطة السوق والتسويق ومنع أيّ تلاعب يضر المنظمة.