في حال التخطيط لإنشاء منظمة خاصة يجب وضع هويتها في الاعتبار. فتصميم هوية خاصة بمؤسستك بمثابة شهادة ميلاد لها. وجسر تواصل بينها وبين الجمهور المستهدف. فالهوية مفهوم واسع يتضمن أي شيء مرئي أو مسموع يدعم وجود  وانتشار المنظمة في السوق.  والسؤال هنا: كيف تخدم الهوية الموسيقية انتشار المنظمة؟

ما أهمية تشكيل هوية بصرية وموسيقية للمنظمة؟

يقول مورغان كليندانيل -وهو كاتب متخصص في مجال الهوية التجارية المؤسسية-: “الهوية المؤسسية التي تنجح في البقاء هي من تجعل الحياة أفضل”. كما يقول جيف بيزوس. مؤسس أمازون كوم: “A brand for a company is like a reputation for a person. You earn reputation by trying to do hard things well” فهو يرى أن الهوية المؤسسية تشبه سمعة الإنسان. التي تبنى عندما نقوم بعمل الأشياء الصعبة بطريقة صحيحة. لذا يبرز لنا أهمية تشكيل هوية بصرية وموسيقية للمنظمة.

كيف يتم ترسيخ هوية المنظمة في أذهان جمهورها؟

تستخدم عدة عناصر لترسيخ هوية المنظمة في أذهان جمهورها المستهدف مثل الصورة والشعار والموسيقى أو ما نطلق عليه الهوية الموسيقية”. التي يفضل أن تحتوي على نغمات موسيقية فريدة تجعل من علامة المنظمة رمزاً معروفاً لدى المتابعين لها.

الموسيقى ذلك الفن التعبيري بات ضرورة من ضروريات الحياة فهو يرافق الأفراد والشعوب في كل مناسباتهم. وإلى جانب التعبير عن هويتهم فإنه يدخل في عملية تشكيل الهوية عبر اكتشاف أفكار جديدة يتأثر بها ويتفاعل معها الإنسان. أي أنها تتجاوز فكرة كونها أداة للترفيه.

في ظل عالم رقمي معتمد على الهواتف المحمولة المتطورة. زادت فيه قيمة التسوق الصوتي إلى ما يقدر بـ40 مليار دولار. لم تعد الهوية الموسيقية أداة تجميلية فحسب. بل يتم خلالها التسوق وممارسة الحياة والدفع. أي أنها لا تقل أهميةً عن الهوية المرئية.

كيف يتم صياغة هوية موسيقية للمنظمة؟

يفضل عند وضع هوية موسيقية للمنظمة أن تكون مواكبة للإيقاع العصري الذي يربط ما بين الصورة والصوت معاً. فالموسيقى تعمل على تطوير الجانب الحسي من خلال نغمات مبتكرة تحاكي نبض وعقل المنظمة. وتعمق الرابطة العاطفية مع جمهورها.

يضيف عامل الصوت بعداً جديداً قوياً للمنظمة. ويعتبر عنصراً فعالاً في الطريقة التي يتعرف بها الناس عليها. مما يعزز وجودها. لذا تميزها بالمرونة وإمكانية التكيف مع مختلف الأشكال الموسيقية ومختلف الثقافات أمر يقوي وجودها عالمياً.

يتوقف وضع نغمة مميزة للمنظمة على اختيار ملحن وفنان متمكن يفهم احتياجات الجمهور المستهدف. وأبرز ما يميز الدول التي تستهدفها المنظمة أيضاً. بحيث يصبح في المتناول الحفاظ على صيغتها المميزة مهما اختلفت الآلات الموسيقية والإيقاعات المستخدمة مثل أسلوب الأوبرا والنغمات الهاتفية. وهكذا.

ما خطوات صنع الهوية الصوتية للمنظمة؟

نغمة العلامة التجارية Tone of Brand هي طريقة مخاطبة المنظمة للجمهور. من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة. سواء الموقع الإلكتروني أو منصات التواصل الاجتماعي. وهناك صفات عريضة للنغمة يجب تحديد أيهم الأنسب للمنظمة وفق ما تقدمه. وهذه الصفات هي: عاطفي. غير عادي. غير تقليدي. حقيقي أو أصيل.

في حالة استخدام صفة العاطفي في صنع الهوية الصوتية للمنظمة. نضع وصفاً مميزاً. مثل “نطمح بكل شغف لتغيير الواقع من حولنا”. فهنا استخدمنا مصطلحات قوية تعبر عن الثقة والريادة. ولا يفضل عند ذلك استخدام المبني للمجهول. واستخدام أسلوب التمني “الأمنيات” غير الملموس على أرض الواقع.

مع مرور الوقت وتطور العلامة التجارية للمنظمة ودخول منافسين جدد إلى السوق. على القائمين عليها مراجعة المخطط الصوتي كل فترة لمعرفة ما إذا كانت أي من السمات الصوتية لا تعمل بشكل جيد. أو لا تواكب طموح المنظمة. فهنا يجب أن يكون صوت العلامة التجارية في حالة تأهب للتأقلم مع التغيرات الطارئة.